مع انعقاد الدورة 65 للجنة وضع المرأة (CSW65) في الأمم المتحدة، والذي تزامن مع الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية، واجهتُ تحديًا في اختيار الرسالة الممكن توجيهها في ظل غياب بوادر حل سياسي ينقذ ما تبقى من سوريا التي باتت رهنًا للصراعات الدولية والإقليمية.
يجب أن نحضر القيم الأنثوية إلى اللغة وإلى تضاريس التفكير، لنخفف من البطولات والمواجهات، وندخل في إعادة صياغة الحياة بمشاركة النساء والرجال وجميع المهمشات/ين.
بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة سلمية واجهها نظام استبدادي بالسلاح والعنف والقمع الوحشي والمنهجي، تتوالى البيانات والتصريحات الرسمية التي تُحمِّل رئيس النظام السوري بشار الأسد وداعميه، مسؤولية المعاناة المريرة التي عاشها الشعب السوري.
لقد عانى الشعب السوري ولا يزال يعاني من غطرسة النظام السوري الحاكم، والذي تجلى بوضوح منذ الحراك الثوري في عام 2011 وعلى مدى عشر سنوات، حيث لم يوفر عنفًا أو انتهاكًا إلا واستخدمه ضد الشعب السوري بكافة أطيافه وتنوعاته.
الحلقة المفرغة التي تدور بها اجتماعات اللجنة الدستورية، منذ جولتها الأولى إلى الجولة الخامسة التي انتهت إلى فشل ذريع، أشبه بحوار الطرشان. والاستعصاء الذي يحكم عملية الحوار في اللجنة الدستورية، لا يختلف عن الاستعصاء الذي حصل في المفاوضات منذ عام 2014 على أمل تحقيق انتقال سياسي، وفقًا لبيان جنيف عام 2012 والقرار الأممي 2118.
المجلس العسكري الانتقالي بقي قائماً في أذهان الكثيرات/ين لما قد يمثله من خشبة خلاص للشّعب السّوري المكلوم المهجّر والمجوّع، خلاصاً وإن جاء جزئيّاً وربما مؤقتاً لكنه مطلوب ويشكّل مخرجاً من الاستعصاء المأساوي الحاصل، فالشعب المتعب والمنهك بات يريد الخلاص من مستنقع الجحيم هذا بأي شكل.
عملت النساء على تشكيل التجمعات النسوية ومنها الحركة السياسية النسوية السورية، والتي أنا عضوة في أمانتها اليوم، والتي تشكلت بهدف وضع رؤية النساء السوريات لمستقبل سوريا والسعي لتحقيقها عبر المشاركة الحقيقية في المفاوضات السورية دون الاكتفاء بالدور الاستشاري.
غالباً ما تستحوذ القضايا الاجتماعية الإنسانية والنسائية على اهتمامي، فالمرأة السورية لطالما عانت ومازالت تعاني قبل الثورة وبعدها وعلى كافة الصُعد.
قسم كبير من الشعب السوري غُيّب عن متابعة قضيته بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي فرضت عليه، لا نستطيع الاستسلام الآن، نريد أن نعمل من أجل بعضنا البعض، ولتمكين ودعم من هن/م بحاجة للاستمرار.