على النسويات والنسويين أن يحددن\وا الأولويات ليس كتنازلات ومساومات بين طرفين، بل على أساس المساواة المواطنية والفاعلية، بهذه الطريقة لن تحتاج النساء "للكوتا"، ولن يحتاج الرجال لتدليل النساء بقبول "الكوتا" شكلاً وتجميلاً لسيطرتهم.
واقع النساء آخذ بالتغير بشكل تدريجي، ونسبة النساء الفاعلات والمشاركات في مختلف نواحي الحياة ترتفع، وهنا أود التشديد على واجب النساء الفاعلات في أماكن صنع القرار بإشراك أصوات نسائية جديدة في الحراك النسائي والنسوي.
كل ما يقدم للنساء من دعم نفسي أو دعم مادي، على سبيل المثال، لا يستطيع إنقاذ امرأة تقف عاجزة أمام تعدد الزوجات، أو الطلاق الشفهي، أو جريمة "الشرف" أو عدم أحقيتها بحضانة أطفالها، وغيرها من قوانين الأسرة، التي تعطي للرجل حق الوصاية الكاملة على حياة ومصير المرأة.
أعتقد أن المرأة السورية ما تزال تعاني حتى في بلاد الهجرة، من السلطة البطريركية (الأبوية) السيئة، ومن التقاليد البالية التي عاشتها في بلدنا في ظل الاستبداد السلطوي والديني.
وجود أصوات نسائية هو دليل على تقدم المجتمع وانتشار الوعي والإيمان بإتاحة الفرصة لمشاركة المرأة في كافة المجالات. وجود نساء في هيئات سياسية يشجع باقي النساء على أداء أدوار أكثر فاعليةً وتنوعاً.
كلما فكرنا كنساء بالإقدام على عمل معين، نخاف من الآثار الاجتماعية المترتبة عليه، من عزلة ولوم ووصمة، وأكبر تحد هو ألا نفكر بتخطي هذه التحديات وأن نرضخ للواقع.
لا أتقبل، بل أرفض أن أرى امرأة مضطهدة ومستضعفة. عشت تجربة شخصية وخرجت منها امرأة قوية وأرفض الضعف، انطلاقاً من تجربتي أسعى لتحفيز النساء ليكنّ قويات، واخترت تسليط الضوء على الناجحات منهنّ ليكن قدوة للبقية.
فيما كنتُ أعتبر شخصًا نسويّاً. فجوابي هو نعم ولا. نعم أعتبر نفسي، بكلّ تواضع لكن بفخر، شخصًا نسويّاً، حسب تعريفي وفهمي للنسويّة، لكن في الوقت نفسه النسويّة مفهوم ثوري وأخلاقي، لذا عليّ إصلاح بعض الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي السابقة قبل أن أتشدق على الناس بتوصيفات وآراء كبيرة.
أرى النسوية من خلال أي شيء أقوم به. مثلاً أسلوب تعاملي مع الأشخاص، المبادئ التي أتّبعها في العمل، وحتى طريقة حياتي.